المشاركات الشائعة

الأربعاء، 13 يونيو 2012

رسالة من رجل مجهول (قصة قصيرة ) بقلمى


:تاكسى .......تاكسى
هكذا كانت رشا تنادى 
وحين وقف لها التاكسى ركبت بسرعة وأغلقت الباب
وقالت 
مصر الجديدة لو سمحت
وكانت رشا ترتعد من شدة الخوف وكأنها فى شهر طوبة
وعادت بذاكرتها إلى الوراء
وبالتحديد فى عام 2000
فى شهر أعسطس
حين كانت تقضى الصيف مع عائلتها فى مرسى مطروح
هناك حيث إلتقت به
زوجها الحالى محمد
وبذكاء شديد منه تعرف على أخوها سعيد لكى يستطيع التقرب منها ومن العائلة
وبمنتهى السرعة تقدم لها
ووافقت لاتعرف كيف؟
لقد إستخارت الله فى زواجها منه
وهى لم تر منه أى تصرف أو أخلاق مشينة
بالعكس
كان إنسان مهذب وعلى خلق 
يعمل مهندسآ فى إحدى شركات البترول 
أما هى فتعمل مدرسة بإحدى المدارس الإبتدائية
وتعشق الأطفال عشقآ ليس له نظير
وجعلها هذا تحب عملها بالمدرسة كثيرآ 
وأحبها الأطفال حبآ كبيرآ
وبه من الصفات ماتجعل أى فتاة توافق على الإرتباط به دون تردد
ومرت سنوات قليلة على زواجهما
وهى لاتنكر كم السعادة التى أغدقها بها
وأنجبت منه طفلة واحدة هى سلمى
وسعدت بها كما سعد زوجها أيضآ
ولم تمض أيام على ولادة سلمى
حتى حدث مالم يكن فى الحسبان
إختفى الزوج فى ظروف غامضة
ذهب إلى عمله فى صباح أحد الأيام
وإستقل سيارته البيجو الزرقاء 
ولم يعد من يومها 
وأضناها البحث عنه فى كل مكان
دون جدوى
وكان كل يوم يمر عليها مثل الكابوس 
تنتظر خبر عنه
وتخشى أن يكون الخبر محزنآ
تخشى أن يكون قد مات
أين ذهب ؟
ولم لم يتصل بها ؟
وكيف تتوصل إليه؟
تعبت من البحث هى وأفراد العائلة
ومضت بها سنوات حزينة
وكبرت إبنتها سلمى
وبدأت تعرف وتفهم
وسألتها ذات يوم
أين بابا؟
إغرورقت عينا رشا بالدموع
ولم تستطع الإجابة على السؤال
وكيف تجيب عليه
وهو نفس السؤال الذى يراود خيالها
ولاتعرف له إجابة
واليوم فقط
جاءها خطاب من مجهول
يفيدها بأنه تم العثور على زوجها فى حالة فقدان ذاكرة
وأكد لها صاحب الخطاب أنه يعرفه جيدآ ومتأكد من شخصيته
ولكنه لايستطيع أن يأتى إليها به 
لأنه لا يعرف من هو 
وتغيرت شخصيته كثيرآ
ويعيش مع أناس طيبين وجدوه ملقى فى الطريق الصحراوى بعد إنقلاب سيارته
وطلب منها صاحب الخطاب التوجه إلى مكان وجوده فى مصر الجديدة
وأعطى لها العنوان
وترددت رشا فى الذهاب 
إنها تخشى المواجهة
وكيف يكون شعورها لو كان هو ليس زوجها الذى تبحث عنه؟
وكيف تكون سعادتها بلقائه إذا تأكدت منه
لقد مرت سنوات على غيابه
وأفاقت رشا على صوت السائق يقول لها
فين فى مصر الجديدة ياست؟
أشارت له
ووقف ونزلت من التاكسى 
وهى مازالت ترتعش
ودفعت حساب التاكسى
وهمت بالسير 
ولكن قدميها عجزت عن الحركة
ووقفت فى مكانها 
لاتستطيع الحراك
وصرخت بصوت عال
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
ووقعت على الأرض
وتجمع المارة وقد أفزعهم المنظر
وحاول كثير منهم حملها إلى داخل التاكسى مرة أخرى
ولكن سائق التاكسى صاح فيهم بالإبتعاد عنه
وأسرع بالسير 
وترك لهم رشا محمولة على أيديهم
وهنا تطوع بعضهم بتوصيلها إلى حيث تريد
وسألوها عن وجهتها
قالت
عمارة 396 فى هذا الشارع الكبير
وحملوها 
وعرفوا منها القصة كاملة 
وحين وصلت للعمارة المطلوبة
إتصلت بالرجل صاحب الخطاب المجهول
وقال لها
ثوانى وسوف أحضر إليك
وكانت المفاجأة الجميلة
لقد كان زوجها محمد
هو الذى أتى بنفسه
ولم تتمالك نفسها من الفرحة
ووجدت قدماها وقد شفيت من الشلل المؤقت 
وإبتسم جميع الموجودين
وألقوا على محمد التحية
وساروا فى طريقهم
وخلا المكان للزوجان
وطلب منها زوجها أن تسامحه على مافعل
لقد قام بتغيير صوته فى التليفون
لكى تأتى إلى هنا ويلتقى بها
بعد غياب سنوات طويلة
ضحكت رشا
وقالت له
هون عليك 
كل ما يهمنى هو عودتك لنا سالمآ
وحمدآ لله على شفاؤك
وعودة الذاكرة لك يازوجى الحبيب
هيا بنا الآن
إبنتك سلمى بإنتظارك
لقد كبرت وسألتنى عنك مرارآ وتكرارآ
وسارا فى طريق العودة 
وعادت الحياة من جديد
تهدى البسمة إلى رشا وسلمى
بعد عودة الباشمهندس محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق