المكان 
إحدى ربوع الريف المصرى الجميل
الزمان
من عدة سنوات طوال
الأشخاص
كيداهم وأحلاهم وست أبوها
ثلاث بنات من أهل القرية المترامية الأطراف 
من أبوهم؟
فلاح بسيط أجير فى الأرض
ومن أمهم؟
فلاحة بسيطة مثله تمامآ
وماهى الحكاية؟
حكاية عصر من عصور مصر المحروسة
ونبدأ القصة
صلوا بينا على النبى
عليه الصلاة والسلام
العم عبد السلام فلاح فقير يعمل بالأجرة فى أرض الباشا الإقطاعى منير باشا
باليومية ويكاد يكفى إحتياجاته الضرورية بالكاد
وماذا كان يحتاج أكثر من لقمة عيش وملبس بسيط له ولزوجته فاطمة ولبناته الثلاثة كيداهم وأحلاهم وست أبوها
وكانت بناته مثال للحسن والجمال فى القرية
وعندما بلغت البنت الكبرى كيداهم العشر سنوات
بدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها
ومن هم هؤلاء الخطاب؟
فلاحون بسطاء مثل العم عبد السلام
ولكن البنت الكبرى كيداهم
كانت طموحة لدرجة كبيرة
ولم تفلح محاولات والديها معها لإقناعها بالزواج من أحد الفلاحين المتقدمين لها
وكانت حجتها فى ذلك
أنها لاتريد أن تتزوج فقيرآ مثلها
لقد ذاقت مرارة العيش 
وتتمنى لو تعوضها الأيام بزوج مقتدر
يعوضها عن أيام الفقر الشديد الذى تعيشه
ولم يرضخ الأب لرغبات إبنته 
وزوجها رغمآ عنها من أحد الفلاحين الذى رآه مناسبآ لها
من حيث الخلق والدين 
وخضعت كيداهم المغلوبة على أمرها
وعاشت حياتها الجديدة
ولم يجد جديد فى حياتها أو مستوى معيشتها
سوى إنتقالها من بيت إلى بيت
وسرعان ما حملت وأنجبت وهى ماتزال فى سن السادسة عشر من عمرها
ترى هل إنتهت قصة كيداهم عند هذا الحد؟
لا إنها لم تنته بعد
وهل طابت لها العيشة مع زوجها وأبو طفلتها مريم؟
لا بالطبع
فقد حاولت مرارآ وتكرارآ أن تتأقلم مع حياتها الجديدة معه
وكان الفقر هو مشكلتها وشغلها الشاغل
وحاولت تشجيع زوجها على العمل خارج البلدة
ومع الوقت
وافق الزوج وسافر إلى المدينة
باحثآ عن لقمة عيش جديدة
وكما يقول المثل القديم
(من خرج من داره إنقل مقداره)
لم يفلح فى أى عمل 
الأعمال قليلة جدآ
وتحتاج إلى فن ومهارة ليست موجودة لديه
وعاد محمود وهذا إسمه أدراجه إلى قريته 
كما ذهب 
وعرفت كيداهم وتأكدت أن نصيبها هذا ويجب عليها الرضا بماقسمه الله لها
وحمدت الله على أنه قد رزقها بذلك الزوج الذى يتحلى بحسن وكرم الأخلاق
وعاشت حياتها معه بحلوها ومرها
وقد أكرمها الله بالخير الوفير جزاء صبرها وحسن معاملتها لزوجها بعد تكبرها وطموحها الزائد عن الحد
أما أحلاهم فقد تزوجت هى الأخرى من رجل طيب حنون
أحبها حبآ شديدآ وكانت متواضعة ترضى بالقليل 
ولم ترزق بأولاد ولم تفقد الأمل فى الله
وصبرت وصبرت وصبرت
ولكن إرادة الله شاءت أن تكون عقيمآ
إنها إرادته سبحانه وتعالى
ليس لنا يد فيها
أما البنت الصغرى والأخيرة فقد فكرت فى التعليم
ورأت أن المستقبل ليس فى الزواج فقط
وهذا ما بدأ يحدث فى المجتمع آنذاك
فهى ليست أول من تفكر فى التعليم والدراسة
وبالفعل
درست وتعلمت حتى كبرت
وأصبحت مدرسة فى قريتها
تعلم الأجيال الجديدة 
وتفتح عقولآ للمعرفة والنور
ومضت السنون تلو السنون
وتغيرت كل المعايير
وإنتهت قصتنا على ذلك المنوال
ويارب تكون حلوة
وبشكركم ياشباب
بقلم
أختكم