المشاركات الشائعة

الأحد، 10 يونيو 2012

حكاية فى المطار (قصة من خمسة أجزاء ) بقلمى الرومانسى


حكاية فى المطار (الجزء الأول)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفت سهيلة فى المطار تنتظر أخيها العائد من السفر بفارغ الصبر فقد إشتاقت إليه كثيرآ وما إن علمت بقرب قدومه حتى تهللت أساريرها وباتت تحلم بهذا اليوم وتتعجل الأيام
وها قد أتى اليوم الموعود
اليوم السعيد
وهاهى تقف الآن فى صالة المطار تنتظر رؤيته
هل تغير كثيرآ عن ذى قبل؟
وكيف سيكون لقاؤها به؟
لقد طالت غيبته
لقد مضت عشر سنوات منذ سافر إلى أوروبا
وكل ماكان بينه وبين أفراد أسرته عدة خطابات وصور وأحاديث تليفونية
ولم يكن الكمبيوتر قد إنتشر بعد فى تلك الفترة
وكم بكت والدته لفراقه
لقد كانت تعارض فى سفره وتوسلت إليه كثيرآ أن يرجع عن فكرة السفر هذه دون فائدة
أما والده فقد قام بتشجيعه لكى يسافر
وسافر بالفعل
سافر إلى بلاد غريبة يراها لأول مرة فى حياته
إنه مولع بالسفر وكان يشغل تفكيره طوال فترة دراسته
وما إن إنتهى من الدراسة الجامعية حتى شرع فى الإستعداد والتأهب للسفر
وتنقل بين هذه البلاد وتلك
حتى إستقر به الحال فى تلك المدينة الأوروبية الصغيرة الهادئة
ولكن ظروفه المادية حالت دون مجيئه فى أجازة إلى وطنه لرؤية أهله
فقد تعب وكافح حتى إستطاع الوقوف على قدميه
وهاهو ذا يطأ أرض الوطن لأول مرة بعد عشر سنوات من الغربة والوحدة
فاقت سهيلة من سرحانها على صوت والدتها مهللة
هاهو ذا لقد وصل بالسلامة
إنه إبنى محمود
وكشفت سهيلة عن إبتسامتها وكذلك والدها الذى كان يقف بجوارها
وأسرع الثلاثة نحوه
يقبلونه ويحتضنوه بشدة
فرحة تشوبها الدموع
سالت دموعهم جميعآ
ودقت قلوبهم جميعآ
ما أجمل هذا اليوم فى حياتهم
وكان محمود يحمل عدة حقائب 
ممتلئة بالهدايا لأسرته
وفى وسط هذا اللقاء العائلى الجميل
جاء كابتن الطائرة وإتجه نحو محمود يسلم عليه ويهنئه بسلامة الوصول
وأخذ محمود بواجب التعارف بينه وبين أفراد أسرته
وحياهم كابتن إبراهيم وصافحهم جميعآ 
وشعرت سهيلة بأن كابت إبراهيم يطيل النظر إليها 
وتساءلت فى نفسها عن سر ذلك
وقال محمود ليقطع فترة الصمت التى سادت الموقف
إن كابتن إبراهيم صديق عزيز جدآ ومعرفة قديمة منذ أيام الدراسة الثانوية وقد فؤجئت به كابتن طائرتنا وقد قابلته عدة مرات وأنا بالخارج حيث أن خط عمله يقع فى دائرة إقامتى
وقد توطدت العلاقة بينى وبينه أكثر وأكثر
ووقف إلى جانبى وساعدنى فى كثير من المواقف الحرجة
فأنا أدين له بالكثير من الأفضال 
إبتسم والد محمود وقام بتوجيه الشكر والعرفان بالجميل للكابتن إبراهيم ودعاه لزيارتهم فى منزلهم لكى يقوموا معه بالواجب ردآ منهم على حسن معاملة محمود فى الغربة
وكانت تلك هى البداية
وللأحداث بقية
فإنتظرووووووووووووووووووووووووووووونى
تصبحوا على خير
وأشوفكم بإذن الله 
لكى نستكمل معآ
باقى أحداث قصتنا 
ولكم تحياتى
........................................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ودع محمود وأسرته صديقه كابتن إبراهيم 
وإتجهوا إلى منزلهم 
ولم تسكت سهيلة لحظة واحدة طوال الطريق
كانت شغوفة بمعرفة كل كبيرة وصغيرة عن حياة أخيها محمود فى الغربة خلال كل هذه السنين
فلم تكن خطاباته إليهم ومكالماته لهم وافية بكل شىء
كيف كانت حياتك هناك يامحمود؟
وأنت الذى لم تذق هنا بيننا سوى طعم التدليل والدلع
كيف أصبحت مسئولآ عن حياتك بمفردك؟
وكيف وكيف وكيف؟
ولماذا وهل وأين ومتى؟
كلها أسئلة كانت موجهة إلى محمود كالمدفع الرشاش
وكان محمود يجيبها على كل أسئلتها بكل سعادة
فهو يعرف كم هو غال لديها
فهى أخته الوحيدة التى تصعره بعدة سنوات
هى شابة جميلة ولطيفة هادئة الطباع
أكملت تعليمها الجامعى بتفوق
وتعمل بجد وإجتهاد فى وظيفة حكومية 
تهوى القراءة وتحب الرحلات كثيرآ
وكم من مرة سافرت إلى كافة المدن المصرية
وطافت بمناطقها السياحية العظيمة
زارت الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وسيناء 
ولها عدة صور هناك بين معالمها العظيمة الخالدة خلود الزمان
هى فخورة بمصريتها مثل أى فتاة مصرية 
أما محمود بطل قصتنا فهو لايختلف عن أخته كثيرآ
إنه إنسان مهذب طيب القلب متدين 
يهوى القراءة مثل سهيلة 
يعشق السفر عشقآ كبيرآ
إجتماعى لدرجة عالية
محبوب من أناس كثيرين هنا وهناك
وقد إستطاع تكوين صداقات جديدة فى الغربة فتحت له مجالات عمل مربح
لقد تخرج محمود فى كلية الآداب قسم إجتماع
وعمل لفترة فى التدريس بإحدى المدارس الحكومية
ولم يستطع نسيان فكرة السفر
وترك عمله بالمدرسة وسافر 
يعمل فى أى شىء 
وكم من مرة نام على الأسفلت
وكم من مرة نام بدون عشاء
ولولا وجود أناس طيبين مثله وقفوا إلى جواره أمثال كابتن إبراهيم لكان من الهالكين
وهاهو اليوم تبدل به الحال
وأصبح ناجحآ فى عمله
وحصل على قدر وفير من المال
وكان يرسل لأسرته نقودآ تساعدهم على الحياة
وساهم فى إستكمال تعليم أخته سهيلة
وقام والديه بتجديد ديكورات الشقة وشراء موبيليات جديدة تليق بالمستوى الجديد لمعيشتهم
وصلت الأسرة إلى المنزل 
دخل محمود وأخذ يتفقد جنبات الشقة وكلما دخل حجرة من الحجرات وقف يسرح فى الماضى
يتذكر مواقف حدثت له فى تلك الحجرة وفى هذا الركن
يالها من أيام جميلة
أيام الطفولة وذكرياتها
أيام لاتنسى 
نادت عليه والدته
محمود
تعال يابنى 
خذ حمامك وإستعد لتناول طعام الغذاء لكى تستريح بعد ذلك فى حجرتك من عناء السفر
ولنا حكايات كثيرة معك بعد ذلك
هنا نتوقف يا إخوتى عن الكلام مثل شهرزاد
ونستكمل قصتنا يومآ آخر بإذن الله
على وعد بلقاء قريب
أترككم فى رعاية الله وأمنه
وتصبحوا على خير
لاتنسوا 
للحديث بقية
..................................................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إتفق محمود مع صديقه كابتن إبراهيم تليفونيآ على يوم الخميس لكى يزورهم فى منزلهم
وبدأت أسرة محمود الإستعداد لإستقبال الكابتن والقيام بواجب الضيافة على أحسن وجه
وقدمت سهيلة أجازة إعتيادية من عملها فى ذلك اليوم
ووقفت مع والدتها فى المطبخ لإعداد عدة أطباق لذيذة وشهية
وكان محمود قد سأل صديقه إبراهيم عن أطباقه المفضلة
وحان وقت قدوم الكابتن
وإستعد الجميع 
وطلبت أم سهيلة من إبنتها أن ترتدى أفضل ثيابها
وإندهشت سهيلة من هذا الطلب
وسألتها لم يا أمى؟
إنه مجرد صديق لأخى محمود
ولمحت لها أمها برغبتها فى أن تكون ظريفة وملفتة وجذابة فى هذا اليوم
وقالت لسهيلة
إنه شاب رائع وأخيك محمود يعتز به كثيرآ
ربنا يجعله من نصيبك إن شاء الله
ألم تلاحظى أنه كان يطيل النظر إليك يوم كنا بالمطار ؟
أومأت سهيلة برأسها خجلآ 
وإحمر وجهها
وتوجهت إلى غرفتها لإرتداء ثوب من أثوابها 
وفى الواقع إن سهيلة كانت أكثرهم سعادة بمقدم كابتن إبراهيم
كانت تشعر به وبإعجابه بها 
وأحبت سيرته من كلام أخيها عنه
كان كلام محمود عنه يشعرها بضرورة تقديره وإحترامه والإعتزاز به
فهو شاب طموح
كافح كثيرآ وأحب أن يكون طيارآ بارعآ
ووقف إلى جوار إخوته بعد فقد والده 
وكان حينها فى السادسة عشر من عمره
ولم يبخل على إخوته ولا والدته بشىء
وصمم على مواصلة تعليمه العالى
وشجعته والدته على ذلك
وإن كانت تشفق عليه 
فقد كان يعمل ويذاكر دروسه فى نفس الوقت
وكان أسعد يوم فى حياة والدته
حين دخل عليها بخبر نجاحه فى الثانوية العامة
ساعتها بكت بشدة وأخذته فى حضنها
وسجدت لله شكرآ
وإلتحق بعدها بكلية الطيران
وبدأ فى تحقيق الحلم الذى راوده منذ الطفولة
ومرت سنوات الدراسة بالكلية
وتخرج إبراهيم
وإلتحق بشركة الطيران
وأصبح بعد وقت قصير من أبرع الطيارين فى الشركة
وسعدت والدته بكل هذا
وقالت له ذات يوم
لم يتبق لى سوى أن أراك زوجآ سعيدآ
وأتمنى من الله أن يكرمك بالزوجة الصالحة
ضحك إبراهيم وقبل يدها
وقال لها
بإذن الله يا أمى
إنتهت سهيلة من إرتداء ثوبها الجميل
كان ثوبآ بسيطآ محتشمآ ككل ثيابها
هى أنيقة تحب البساطة فى الملبس وكل شىء
لم تكن محجبة ولكنها تواظب على أداء الفروض فى أوقاتها
ولم يحاول والديها الضغط عليها فى مسألة الحجاب هذه
وتركوها بعد النصح والإرشاد للوقت المناسب الذى تريده لإرتدائه
والحجاب لا يأتى إلا عن إقتناع تام
وكان دعاء الأم دائمآ فى كل صلواتها
اللهم إكرم إبنتى بالحجاب عن قريب
دق جرس الباب
وأسرع محمود ليفتح الباب
وإستقبل صديقه إبراهيم مصافحآ إياه
وأدخله الصالون
وبعد قليل ذهب والد محمود لإستقباله
بينما كانت سهيلة ووالدتها يستكملون تجهيز السفرة 
ودعا والد محمود زوجته وإبنته للترحيب بالضيف
ودخلت الأم أولآ يليها سهيلة
التى كانت خجلة ومضطربة
وقالت السلام عليكم
قام كابتن إبراهيم من مجلسه يرد عليها السلام ومد يده يصافحها
فصافحته ثم جلست بعيدآ إلى جوار والدتها وكأنها تحتمى بها من مشاعرها التى باتت واضحة على وجهها
ولم لا تشعر تجاهه بالحب والإحترام 
وهو شخص حظى بإهتمام وإحترام الجميع بشهادة أخيها محمود الذى يعرفه جيدآ
وتجاذب الجميع أطراف الحديث
وزاد حبهم للكابتن إبراهيم لما لمسوه فيه من دماثة الخلق والأدب والبساطة
ثم دعوه لتناول الطعام
وسعد إبراهيم بوجوده بينهم وكأنهم أسرته
وأعجبه الطعام كثيرآ
وكلما تذوق صنفآ منه قالت والدة سهيلة 
أأعجبك هذا الصنف؟
قال نعم أعجبنى جدآ
فتقول له
إنه من صنع يد سهيلة
وكانت بالفعل سهيلة طباخة ماهرة
ثم جاء موعد شرب الشاى
وقامت سهيلة لإعداده بالمطبخ
وقضت الأسرة وقتآ مرحآ طيبآ مع كابتن إبراهيم
وودعهم على إتفاق بتبادل الزيارة بينهم
وعاد إبراهيم إلى منزله وبات يقص على والدته ماجرى فى بيت صديقه محمود
وحدثها عن سهيلة وأدبها وأخلاقها الرفيعة
وعن جمالها البسيط ورقتها وشياكتها
وصرح لها برغبته فى الإرتباط بها
هللت الأم وسعدت بهذا الخبر
وقالت له
كم شوقتنى لرؤييتها يا إبراهيم
حدد لنا موعدآ لكى أراها وأطلب لك يدها
نام إبراهيم فى تلك الليلة منفرج الأسارير
يحلم بتحقيق حلمه الثانى
وقرر تحديد موعد الزيارة الجديدة لبيت صديقه محمود ومعه والدته بعد عودته من رحلة أسبانيا والتى تستغرق حوالى شهر
ولكنه قفز فجأة من نومه
وقال لنفسه
أخشى أن يسبقنى أحد لطلب يدها
وقام يبحث عن موبايله
وطلب صديقه محمود
إنزعج محمود من هذه الإتصال فى هذه الوقت المتأخر من الليل
وهدأه إبراهيم
وطمأنه بأنه يريده فى موضوع خير 
وأخرج له مافى جعبته
ضحك محمود
وقال له
كن مطمئنآ يا إبراهيم
سوف أخبر والدى بطلبك
وسوف ننتظرك بإذن الله بعد عودتك بألف سلامة من رحلتك
ونلقاكم على خير
وللحديث بقية
حكاية المطار (الجزء الثالث)حكاية المطار (الجزء الثالث)حكاية المطار (الجزء الثالث)حكاية المطار (الجزء الثالث)
..........................................................................

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنطلق كابتن إبراهيم فى رحلته طائرآ محلقآ متجهآ إلى أسبانيا وقلبه مطمئن بعض الشىء بأن سهيلة قد تكون من نصيبه بإذن الله
وكان محمود سعيدآ بطلب صديقه
ولم يلبث أن أصبح الصباح حتى أخبر والده ووالدته بالأمر 
طارت أم سهيلة من الفرحة
وظهرت السعادة على وجه أبيها أيضآ
لقد كان حلمهم الجميل أن يتقدم لإبنتهم إنسان مثل إبراهيم يتصف بصفات حميدة
وهل يهمهم سوى سعادة إبنتهم الوحيدة؟
ولم تشأ والدة سهيلة أن تكتم الخبر عن إبنتها
وسعدت سهيلة بدورها بالخبر
وذهبت إلى عملها فى هذا الصباح الجميل وكأنها تطير فوق السحاب من شدة السعادة
وما إن وصلت إلى مقر عملها حتى ذهبت تبحث عن صديقتها مريم لنقل الخبر إليها
سعدت مريم وقبلت صديقتها سهيلة وهنأتها
ولكنها نصحتها بشىء 
قالت لها إن لها قريبة تزوجت من كابتن طيار مثل إبراهيم
وعانت كثيرآ من كثرة أسفاره وتحملت مسئولية البيت والأولاد مما كان فوق طاقتها
وغير ذلك فقد تغيرت أخلاق زوجها وبات يبحث عن زوجة أخرى غيرها بعد إنشغالها وإنغماسها فى المسئوليات التى ألقاها عليها بسبب كثرة غيابه عن البيت وعن حياتهم الأسرية
إنتاب سهيلة بعض القلق من حديث صديقتها مريم
وتبدلت سعادتها بالهم والتفكير
وقضت فترة العمل فى سرحان وضيق
حتى عادت إلى المنزل وهى شاحبة اللون 
وحين رأت والدتها إنطلقت إليها وإرتمت بين ذراعيها تبكى 
مما أثار الفزع فى قلب أمها وسألتها عن السبب
وجلست سهيلة تحكى لأمها ما جرى من حديث بينها وبين صديقتها مريم
وللحديث بقية
فإنتظروووووووووووووووووووووووووووونى
وتصبحوا على خير
.........................................................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حاولت أم سهيلة أن تشرح لإبنتها أن ليس كل البشر سواء
وليس معنى أن هناك إنسان خائن وليس عنده وفاء لزوجته وأم أولاده طيارآ كان أم بحارآ أن كل من على مهنته يكون مثله فى خيانته وعدم وفائه
ولكن سهيلة مازالت حائرة فى أمرها
إنها تريد الإستقرار فى حياتها المقبلة دون خوف أو قلق
أليس يكفى أنها إذا تزوجت كابتن إبراهيم سوف تتحمل غيابه وتتولى مسئولية بيتها بمفردها عدة أيام حتى يعود من رحلته
وعادت أمها تحاورها من جديد
إن والدة كابتن إبراهيم لم تزرنا بعد
ولم ترك حتى تحكم عليك وعلينا
إن رأيها مهم طبعآ
وهناك إحتمال أن ترفضك وترفضنا
هذا وارد ياسهيلة
فلم نجزم بأن زواجك منه أكيد
فلننتظر حتى تزورنا وتبدى رأيها فيك وفينا
دعك من التفكير والحيرة الآن
وهيا إستعدى لتجهيز طعام العشاء معى
ودعينى أرى إبتسامتك المشرقة 
إبتسمت سهيلة إبتسامة خفيفة
وقامت مع والدتها
وفى الواقع لقد كانت والدتها قلقة بدورها
لقد تسرعت بالفرحة 
وطمأنت نفسها بأن الله لن يخذلهم أبدآ
وعقدت النية على أداء صلاة الإستخارة مرة أخرى هى وإبنتها سهيلة
وليفعل الله مايشاء
وبإذن الله الخير يكون 
ومرت أيام بين الحيرة والقلق
والتفكير بين سهيلة ونفسها من جهة
وبين أفراد أسرتها من جهة أخرى
وفى أحد الأمسيات
دق موبايل أخيها 
وكان إبراهيم هو المتصل به
وأخبره بعودته من رحلته منذ يومين
وأنه يود تحديد موعد للزيارة هو ووالدته
وأمهله بضع دقائق كى يرد عليه بعد سؤال والده عن الموعد المناسب لتلك الزيارة المرتقبة
وجاء الموغد
وتقابل الجميع
وظهرت السعادة على وجه أم الكابتن إبراهيم
لقد أعجبتها سهيلة وشعرت براحة نفسية لأفراد عائلتها
ونظرت إلى إبنها قائلة
على خيرة الله يابنى
توكل على الله
وهنا إستأذنت سهيلة وقامت من مجلسها
ودخلت حجرتها وأجهشت بالبكاء
وأحس والديها وأخوها بالحرج الشديد من موقفها هذا 
ولم يجدوا مبررآ غير قولهم بأنها أكيد شعرت بالخجل مثل كل البنات
وبعد قليل إنصرف الضيوف
وفى داخلهم دهشة لم يجدوا لها تفسيرآ
على وعد بالرد على طلبهم فى أقرب وقت ممكن
وحين وصل إبراهيم إلى المنزل إتصل على الفور بصديقه 
وحاول أن يفهم ماحدث
وطمأنه أخو سهيلة
وطلب منه مقابلته لكى يشرح له الأمر
وأن الموضوع بسيط ولكن لاينفع أن يحكى فى التليفون
وتفهم إبراهيم الموقف
وطلب من صديقه بعد إذن والده طبعآ أن يجلس مع سهيلة ويستفهم منها كل شىء ويطمئن قلبها من ناحيته
وتحاور معها كثيرآ
وأقسم لها بأنه بإذن الله سيكون زوجآ مخلصآ
وهذا وعد وأن الله شاهد عليه
وسألها سؤالآ هامآ
هل أى أحد فى هذه الدنيا يضمن ماسيحدث له غدآ؟
ردت عليه 
بالطبع لا
إبتسم إبراهيم
وقال لها
إذن لماذا تحكمين علية من الآن؟
ثقى بى ياسهيلة
أنا والحمد لله متدين وأعرف حقوق الله
وإن شاء الله سوف أسعدك قدر إستطاعتى
أرجوك طمئنى قلبى 
أريد أن نعلن خطبتنا سريعآ
حتى أسافر الرحلة القادمة وأنا مستريح البال وهانىء القلب
إبتسمت سهيلة
وقالت له
بإذن الله
قال إبراهيم
إطمئن قلبك الآن ياسهيلة؟
ردت باسمة
الحمد لله
قال لها
أما بالنسبة لمسئوليات الحياة فبعون الله سأكون معك
ولن أجعلك تتحملى أى شىء بمفردك
وسوف آخذك معى فى رحلات كثيرة ترين فيها العالم
فهى حقآ متعة كبيرة
وإنتهى اللقاء على ذلك
وحدد والد سهيلة موعد الخطبة
وذهب العروسان لشراء الشبكة
ولوازم الخطوبة السعيدة
وعلت زغاريد الفرح والسرور
وسافر إبراهيم بعد عدة أيام فى رحلة جديدة 
بعد أن قضى وقتآ طيبآ مع خطيبته سهيلة
وزادت تلك الأيام القليلة من الحب والود بينهما
وتمسك بها إبراهيم أكثر وأكثر لما لمس فيها من أدب وأخلاق عالية
وأحبت سهيلة والدة كابتن إبراهيم جدآ وكانت لها مثل والدتها الثانية لما وجدت منها طيبة قلب وحنان شديدين لها ولأسرتها
وكانت كلمتها الشهيرة دائمآ
لقد أصبحنا عائلة واحدة
وكان إبراهيم يحادث سهيلة من حين لآخر
يطمئن عليها ويسألها عن أحوالها
وماذا تريد أن يشترى لها من الخارج؟
وكانت سهيلة متواضعة فى طلباتها
وزاد التقارب بين الخطيبين جدآ
ولم يبق إلا تحديد موعد الزفاف 
وإعداد كافة الترتيبات لذلك
وكانت سهيلة قد أعدت مفاجأة لخطيبها
وحين عاد سالمآ من رحلته 
فوجىء بشىء جديد
لقد إرتدت سهيلة الحجاب أخيرآ
عن إقتناع تام ودون ضغط من أحد
وأيضآ إنضمت لدار تحفيظ قرآن
كل ذلك بفضل الله تعالى
وجاء يوم الزفاف المبارك
وسعد الجميع سعادة غامرة
وكانت سهيلة كالملكة المتوجة
أليست هذه هى ليلة العمر كما يقولون
وتألقت بثوبها الأبيض المشرق كإشراقة وجهها الملائكى
وحجابها الذى لم تخلعه 
حتى فى يوم زفافها
والذى زاد من إشراقة وجهها
وسافر العروسان لقضاء شهر العسل فى إحدى البلاد الأوروبية الجميلة
وتمت بحمد الله تعالى
ونلقاكم على خير بإذن الله 
وتصبحوا على خير



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق