المشاركات الشائعة

الأربعاء، 13 يونيو 2012

رحلة حياة (قصة قصيرة) بقلمى


:كان السيد ممدوح على خلاف دائم مع زوجته مديحة وقد مضى على زواجهما أربعة عشر عامآ مابين الرضا والضيق ومرت بهم الأيام والشهور والسنين على ذلك الحال المتقلب المزاج وأنجبا خلال تلك الفترة الكبيرة من حياتهما أربعة أنجال ثلاة من الفتيات وولد واحد هو الأوسط بينهن وكبر الأبناء وإلتحق كل منهم بالدراسة حتى وصلت كبراهن دعاء إلى الصف الثالث الثانوى وإختارت القسم الأدبى وكانت الخلافات على أشدها فى تلك الفترة بين السيد ممدوح والسيدة مديحة حتى ضاقت ذرعآ ولملمت حاجياتها وأصرت على ترك البيت فترة من الزمن وتركت الأبناء مع والدهم وذهبت للعيش مع والدتها التى تقيم فى شقة بمفردها بعد وفاة زوجها خارج مصر فى إحدى سفرياته لدولة الإمارات العربية المتحدة وكان الأبناء متعلقين بشدة بوالدتهم مديحة وخاصة الإبنة الكبرى المدللة دعاء فقد كانت دعاء أجمل أخواتها وأكثرهن قربآ من قلب السيدة مديحة ولذا أغدقت مديحة على دعاء بكل ماهو غال وجميل من ملابس ومجوهرات وأدوات مكياج وغيرها من الأشياء الثمينة وبدت دعاء كملكة متوجة يتقصها العرش وكانت تلك الأسرة تعيش فى إحدى مدن صعيد مصر وحين تركت مديحة منزل الزوجية بدأت تحرض أبناءها على والدهم وكانوا يعاملونه معاملة سيئة جدآ ودائمآ مايتهمونه بأنه السبب فى تركها المنزل مع أنه كان رجلآ كريمآ معهم إلى أقصى درجة ويلبى لهم كل مطالبهم فى الحياة وكم كافح من أجلهم ولكن الأم مديحة هى التى زرعت الكراهية فى قلب الأبناء ضد والدهم ممدوح الطيب المسكين وللعجب أن مديحة قد تزوجت ممدوح بعد قصة حب جميلة وكانت مديحة تريد تزويج إبنتها الكبرى دعاء من إبن ناظر المدرسة التى تعمل بها سكرتيرة حيث أن الناظر هذا متيسر ماليآ وزوجته تعمل مدرسة كبيرة فى دولة الإمارات العربية المتحدة ودائمآ حين عودة تلك المدرسة إلى مصر فى أجازة قصيرة كانت تأتى بالهدايا القيمة للسيدة مديحة وأولادها وكانت مديحة بدورها تقوم معها بواجب الضيافة وتجهز لها الولائم مما لذ وطاب لها ولزوجها الناظر ولم يوافق السيد ممدوح بالطبع على زواج إبنته دعاء من ذلك الفتى حسن إبن الناظر والذى كان يدرس فى الفرقة الأولى بكلية التجارة لأنه من عائلة دون مستوى عائلته العريقة ولم تكن دعاء حينذاك قد تعدت الثلاثة عشر عامآ وبدأ السيد ممدوح يخطط لفشل مشروع زوجته المتسلطة وكانت أخته قد عرضت عليه مصاهرتها قبل ذلك وزواج دعاء من إبنها مدحت الذى يدرس فى كلية الحقوق فلم يوافق لصغر سن دعاء فى ذلك الوقت ولكنه حين أعاد التفكير فى الموضوع وجد أنه من الأنسب أن يوافق على مصاهرة أخته حتى لاتسيطر زوجته على إبنتها دعاء وتجبرها على الزواج من حسن خاصة وأن دعاء لا تريد هذا الحسن ولا تفكر فيه بالمرة وكل تفكيرها فى دروسها ومستقبلها فقط لاغير وعرض السيد ممدوح موافقته على زواج إبنته من إبن أخته وإتفق الجميع على أن يكون كتب الكتاب فى أسرع وقت حين تتم دعاء ستة عشر عامآ بالشهور القمرية ودون علم السيدة مديحة حتى لا تفسد عليهم فرحتهم وتقف عاجزآ لهم عن إتمام ذبك الزواج وافقت دعاء على الزواج من إبن عمتها وسعدت به كثيرآ وكانت ليلة جميلة إلتف فيها جميع الأقارب والأهل والجيران يستمعون فى سعادة إلى الغناء والموسيقى والزغاريد الحلوة ويباركون الزواج الميمون وتبادلوا التهانى والمرح وألبس مدحت الشبكة لدعاء وتم كتب الكتاب بعد صلاة المغرب وعمت الفرحة البيت الكبير ولم يفسد على دعاء غرحتها سوى عدم وجود والدتها إلى جوارها فى هذا اليوم الذى تتمناه أى فتاة ونزلت دموعها على خديها رغمآ عنها ولكن من حولها هون عليها الأمر ومضت الليلة على مايرام وتم أخذ عدة صور للذكرى ومضى كل واحد إلى حال سبيله بعد ذلك وفى اليوم التالى ذهبت دعاء إلى مدرستها الجديدة حيث أن السيد ممدوح كان قد نقل الأولاد إلى مدارس أخرى بعيدة بعض الشىء عن بلدتهم لكى لا يتقابلوا مع والدتهم والتى من الممكن أن تحرضهم عليه أكثر وأكثر ولكن مع مرور الأيام عرفت السيدة مديحة مدارس الأبناء بطريقتها الخاصة وطبعآ علمت بموضوع كتب الكتاب ولم تلبث أن تحرض إبنتها على عريسها وعلى أهله الطيبين وتدعو عليهم لكى تطفى ء نار غيظها وعلى مر الأيام كانت تتقابل مع أولادها وتعرف منهم أخبارهم جميعآ وبدأت دعاء تستمع لكلام والدتها وتحريضها لها ضد خطيبها مدحت ورأى الجميع محاولة عقد الصلح بين السيد ممدوح والسيدة مديحة حتى تعود المياه إلى مجاريها ويعود البيت يلم شمل العائلة كما كان قبل ذلك وفعلآ عادت السيدة مديحة إلى بيتها بشروط وافق عليها السيد ممدوح حتى لايخرب البيت ويغيش الأبناء مشتتين بينه وبينها ولكن ذلك لم يشفع له عند زوجته التى باتت تؤنبه ليلآ ونهارآ وتقول له إنه قد باع إبنته بالرخيص وهى تستاهل من هو أفضل من مدحت وحاولت مرارآ وتكرارآ جذب مدحت ناحيتها ووضعه تحت إبطيها كما يقولون وبدأت تملى عليه شروطها الجديدة من مهر ومقدم ومؤخر صداق وقايمة وعفش وخلافه وطلبت منه أن يؤسس لإبنتها شقة جديدة دون شقته التى يملكها فى بيت والده بالبلدة الصغيرة وكان ذلك دون إستطاعته فى ذلك الوقت وحين ناقش مدحت ذلك الأمر مع دعاء قالت له إنها بالفعل تريد شقة جديدة كبيرة بالمدينة العاصمة ولن تتخلى عن شرطها هذا لإتمام زواجها منه وضاق مدحت ذرعآ وصلى صلاة الإستخارة مرة أخرى ووجد أنه لامفر من فسخ هذه الزيجة ولكن فى الوقت المناسب حتى يعطى حماته وعروسته الفرصة الأخيرة إما الرضا بالموجود وإما أن يمضى كل منهما إلى حال سبيله وكانت دعاء فى تلك الفترة قد إلتحقت بالجامعة وكانت تستقل يوميآ سيارات الميكروباس ذهابآ وإيابآ حيث أن الجامعة تبعد عن بلدتها الاف الكيلوات وفى إحدى المرات وهى عائدة من الكلية إستقلت إحدى سيارات الميكروباس وعند ركوبها فى السيارة فى المقعد الأمامى لا شعوريآ وجدت نفسها تغير من مقعدها وتذهب إلى المقعد الخلفى وحين بدأت السيارة فى التحرك وحين وصلت ترعة البلدة التى تقطن بها دعاء فوجىء جميع الركاب بالسائق وتابعه يصرخون ويفتحوا باب السيارة الأمامى ويقذوا بسرعة تاركين الركاب لاحول لهم ولا قوة إلا بالله وفى ثوانى أدرك الجميع أن السيارة غارقة فى الترعة لا محالة وفعلآ إنقلبت السيارة فى الترعة وغرق من غرق ونجا من نجا والحمد لله نجت دعاء بقدرة الله سبحانه وتعالى وكانت عمتها موجودة فى البلدة فى تلك الأيام وسمعت بالخبر وتوجهت على الفور هى وإبنتها إلى منزل أحيها للإطمئنان على إبنة أخيها دعاء كما توجه مدحت أيضآ مع والده الحاج حسين لمشاركة الأهل والأقارب فى التهنئة بنجاة دعاء من الغرق وكم كانت فرحة الجميع بنجاتها ومرت عدة أيام ودعاء لاتزال مصدومة من الحادث الذى تعرضت له وظلت شهورآ عديدة ترفض أن تستقل سوى القطار فقد أحست بذعر منذ إنقلبت بها السيارة فى الترعة ولم تتخلص من تلك العقدة إلا بعد فترة طويلة من الزمن ترى بعد ذلك هل تم زواج مدحت من دعاء؟ لالالالالالالا إن الله لم يشأ ولم تتزوج دعاء من مدحت لقد إنفصل عنها وتزوج هو بواحدة أخرى قد تعرف عليها وأحبها وتزوجت هى بشخص اخر من مدينة أخرى بعيدة عن مدينتها وأنجب مدحت طفلة جميلة أسماها حنين وأنجبت هى طفلآ جميلآ أسمته على وعاش الجميع فى سعادة وهناء وكل شىء قسمة ونصيب وأولآ وأخيرآ أقول لكم إن إرادة الله سبحانه وتعالى فوق كل شىء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق