المشاركات الشائعة

الأربعاء، 13 يونيو 2012

هل تقبلنى ياأبى؟؟؟؟(قصة قصيرة ) بقلمى


هل تقبلنى يا أبى؟
على إحدى شواطىء البحر كان هناك رجل صياد فقير يجلس ممسكآ بصنارته راجيآ من الله عز وجل أن يمن عليه ويرزقه قوت يومه من السمك لإطعامه وإطعام عياله الصغار وكان لديه ثلاثة من الأبناء الذكور أكبرهم فى السادسة من عمره وأصغرهم فى الرابعة من عمره وكم تمنى هذا الرجل الطيب أن يستطيع تعليمهم حتى لايكونوا ملاذآ للفقر والجوع والجهل ولكنه فقير معدم يكاد يحصل على نقود بسيطة من صيد السمك وظل حلمه يراوده ولا يغيب عن باله لحظة واحدة وحين وصل الإبن الأكبر إلى سن المدرسة أرسله لإحدى المدارس القريبة من المنزل لتلقى تعليمه الإبتدائى وظل يكافح هو وزوجته الحنون وربطا على بطنهما لتوفير مصاريف المدرسة والكتب حتى أصابهم الضعف والوهن ومرضت زوجته مرضآ شديدآ لم يكن على البال ولا على الخاطر ودار بها على المستوصفات العلاجية وساءت حالتها ولقت وجه ربها بعد معاناة مع المرض وبكاها كثيرآ فقد كانت سنده فى الحياة ولكنها إرادة المولى ولا يستطيع الإعتراض على مشيئته سبحانه وظل يكافح من أجل لقمة العيش له ولصغاره الأيتام المساكين ومرت الأيام بحلوها ومرها وهذا الرجل صابر وعزاه أن يتعلم أولاده ويقفوا إلى جواره حين يكبروا ويعوضوه عن قسوة الأيام التى عاشها ومازال يعيشها ووصل إبنه الأكبر إلى المرحلة الإعدادية والأوسط إلى نهاية المرحلة الإبتدائية أما إبنه الأصغر فمازال فى الصف الثانى الإبتدائى وكان الإبنان الأكبر والأوسط يساعداه بعد خروجهم من المدرسة فى عمله تخفيفآ عليه وإتفقا فيما بينهما على أن يكتفيا بذلك القدر من التعليم البسيط وأن يعملا معه بمهنة الصيد حيث أنه قد بدأ يكبر فى السن وبدأت صحته تتأخر ومما زاد من حالته تلك هو وفاة زوجته الحبيبة وتركه وحده فى خضم الحياة يواجهها بمفرده وحين أخبراه برغبتهما فى ترك التعليم والتفرغ للعمل معه ثار فى وجههما ثورة عارمة ولكنهما جلسا معه يتناقشا فى الأمر وأوضحا له أنهما لايميلان كثيرآ للتعليم وبعد مناقشة طويلة جدآ رضخ الأب لرغبتهما وإلحاحهما عليه أما الإبن الأصغر فقد كانت شخصيته مختلفة عن أخويه إختلافآ كبيرآ فهو أنانى بطبعه ولا يريد تحمل أى مسئولية ولا يهمه سوى ماذا يأكل وماذا يلبس فقط لاغير
وهو الوحيد الذى أصر على إستكمال تعليمه ورحب والده بذلك كثيرآ وإبتهج وأحس بأن حلمه فى طريقه للتحقيق وكان هذا الإبن الأصغر أنانى لدرجة كبيرة وكان إخوته يؤثرونه على أنفسهم فى كل شىء حتى يستطيع أن يصل لما يصبو إليه وهذا مما زاد من أنانيته ومرت السنين وكبر الأبناء وتزوجوا وأنجبوا أطفالآ وسعد الأب بهم وترقرت عيناه بالدموع وتذكر زوجته الراحلة وقال فى نفسه ياليتها كانت معنا لترى أحفادها وتداعبهم معه وتخرج الإبن الأصغر من الجامعة ووصل إلى مركز مرموق فى عمله وتقدم للزواج من إحدى زميلات الدراسة الجامعية وبالطبع تنكر لوالده وإخوته بسبب أنانيته ونسى كل مافعلوه من أجله ولم يعد يزورهم أو يسأل عنهم ومرت الأيام تلو الأيام والسنين تلو السنين والإبن الأصغر مستمر فى عقوقه لوالده وتنكره لإخوته لدرجة أن والده كان قد مرض مرضآ شديدآ وطلب أن يراه دون فائدة
وشاء الله سبحانه وتعالى أن يخسر هذا الإبن وظيفته المرموقة نتيجة إختلاسه مبلغآ كبيرآ من المال من الشركة التى يعمل بها وضاع منه كل شىء وتنكرت له زوجته التى كانت تحب المال مثله وحكم عليه بالسجن وطلبت زوجته الطلاق وتركته وأخذت أطفالها ولم تزره ولم تجعله يرى أطفاله 
كيف تقول لأولادها منه أن أباكم مختلس ومسجون؟
وكانت تلك ضريبة تنكره لوالده وإخوته الذين ضحوا كثيرآ من أجله وتنكر هو لجميلهم 
وحين خرج من سجنه الطويل
خرج لا يعرف أين يذهب 
ورأى مسجدآ أمامه بعد ماسار فترة كبيرة من الوقت على غير هدى
وجد نفسه يدخل المسجد ويتوضآ ويصلى لله ركعتين طالبآ منه الغفران والرحمة
تائبآ عن كل مافعله تجاه والده وإخوته
وقرر البحث عنهم
فهو لم يعد يعرف أين مكانهم
وبعد البحث المضنى وجدهم أخيرآ
وذهب إلى بيت والده البسيط
وطرف الباب على إستحياء
خشية أن يرده والده 
ولكن الأب الحنون ضمه إلى صدره بقوة
بعد ما سأله الإبن قائلآ
هل تقبلنى ياأبى؟؟؟؟؟
نعم يابنى أقبلك
إن الله يقبل التوبة ويسامح عباده الظالمين
فكيف لا أسامحك أنا
تعال يابنى 
ولتبدأمن جديد
ودع ثقتك فى الله
وسوف يعوضك الله عن كل مافاتك
ولسوف يكافئك على توبتك
ولا تظن أن كثرة المال تفيد
إن العمل الصالح هو الباقى
على مر الزمان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق