المشاركات الشائعة

الجمعة، 22 يونيو 2012

حكايات فى بيت جدى (قصة قصيرة من واقع الحياة)

كم كنت طيبأ أيها الجد
كم كنت أحبك
رحمك الله
أنت وجدتى الطيبة الحنون
لم ولن أنسى يومآ من أيامكم الجميلة
وهل أنسى الحب والحنان والعطف؟
كنت أذهب إلى عملى فى كل صباح وأسير فى طريقى إلى الوحدة الصحية بالبلدة وأتمتع بمناظر الريف الساحرة
تمضى خطاى بمحاذاة ترعة القرية وأشاهد طيور وزهور وأشجار وأكاذ أطير من السعادة
وحين أصل إلى الوحدة يقف الجميع لإستقبالى وكأننى رئيسة جمهورية
يالها من أيام رائعة
كم كانت متعتى حين أخفف آلام مريض
وأسمعه يردد دعاءه لى بالتوفيق والستر والصحة
كنت أعمل من أجل هؤلاء الناس الفقراء البائسين
دون مقابل منهم سوى مرتبى البسيط
وكنت أحمد الله ولا أريد إلا رضاه عنى
وحب الناس
هذا كل ما كنت أتمنى
ومضت بى الأيام والشهور على نفس المنوال
يوميآ أستيقظ فى الصباح الباكر
أذهب إلى عملى وبعد ساعات قليلة
أذهب إلى المدينة الكبيرة أتجول بها بعض الوقت
أشترى بعض لوازمى البسيطة
وأتمشى فى شوارعها الواسعة
ولغرض فى نفس يعقوب
كنت أحاول تعويض نفسى عن بعدى وغربتى
كنت أرى فى تلك المدينة صورة مصغرة لمدينتى الكبيرة الحبيبة إلى قلبى
مدينتى الساحلية
وشواطئها الساحرة المتعددة
أشعر أننى كالسمكة
تموت لو خرجت من الماء
ومدينتى هى حياتى
وبلد جدى وجدتى غالية علية أيضآ ولكننى تعودت على مدينتى الكبيرة
وحفظت كثيرآ من معالم وطرق المدينة الكبيرة
وصارت عادتى كل يوم أن أتجول فيها
وأعود من رحلتى القصيرة تلك إلى بيت جدى وجدتى لأمى
أجدهم فى إنتظارى وجدتى تجهز لى كل مالذ وطاب
من المحمر والمشمر
حمام وبط وأوز
إممممممممممممممممممم
وليس هناك أشهى ولا أطعم من أكل الريف
وكانت خالاتى لهن دور كبير أيضآ فى الترحيب بى
وأخوالى فى ذات الوقت
بإختصار تمتعت على الآخر
لكن كان فى القلب شوق وحنين لمدينتى الساحلية الغالية
وكنت أسافر إليها فى كل شهر فى أجازات متفرقة
أجازات كانت محض سعادتى
كنت أعود إلى أمى وإخوتى
وكان أبى فى ذلك الوقت خارج البلاد
يعمل من أجلنا
رحمه الله
كم قاسى وتعب لكى نرتاح نحن ونعيش أفضل حياة
وكنت فى كل أجازة أبكى ولا أريد العودة إلى الريف مرة أخرى
كنت أشعر بأننى مرغمة على الرحيل
وكنت أتوق إلى اليوم الذى أنقل فيه تكليفى إلى مدينتى لكى أكون بجوار أمى الحبيبة
والغريب أننى كنت أشعر بتناقض كبير فى شخصيتى
أحب قريتنا الريفية ولا أحب العيش فيها مدة طويلة
وأحب مدينتى الساحلية ولا أطيق البعد عنها فترة كبيرة
أليس هذا تناقض ؟؟؟؟؟
كما لو كنت أريد أن أقسم نفسى قسمين
فسم ريفى وقسم ساحلى
وبدأت بعض المشاكل البسيطة تحدث وتدب بينى وبين بنات أخوالى كما يحدث عادة فى كل البيوت المصرية
وكما قلت لكم من قبل
الإحتكاك الزائد عن الحد هو الذى يولد المشاكل حتى بين الإخوات
وضقت ذرعآ ببيت جدى
بسبب هذه المشاكل
والتى كانت تافهة فى معظم الأحيان
ولكن القيل والقال زادها ضخامة وتفاقمت الأمور بيننا
وكان لابد من الحد من التداخل بيننا
وجاءت الفكرة
رأى بعض أخوالى أن أقيم خارج بيت خالى
وبالفعل جهزنا حجرة ملحقة بالمندرة وأقامت معى إبنتا خالى الكبير
والذى توفى من حوالى شهر
رحمه الله
ومن هنا بدأت العلاقة تتحسن بينى وبين باقى أخوالى وأولادهم وبناتهم
فقد أزاحوا همى عنهم
ولكن هذا حز فى نفسى
وإشتقت أكثر وأكثر للعودة إلى مدينتى الساحلية
وللحديث بقية
وأشوفكم على خير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق