المشاركات الشائعة

الجمعة، 22 يونيو 2012

أحلام المجد والشهرة (قصة قصيرة مقتبسة عن الفيلم العربى القديم معجزة السماء ) بأسلوبى الخاص

تشغيل/تعطيل الإقتباس المتعدد رد مع اقتباس نص المساهمة تعديل/حذف هذه المساهمة ارسل تقرير عن هذه المساهمة لمدير أو مشرف قفل تقارير هذه المساهمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(لو إطلعتم على الغيب لإخترتم الواقع)
تلك الآية الكريمة
تزين جدار حجرة الإستقبال فى شقته
كما تزين أيضآ حائط حجرة مكتبه
ولا تغيب عنه باله لحظة
فهى فى تفكيره وعقله ليلآ ونهارآ
معه فى نومه وفى يقظته
تلازمه ولا تفارقه
وياللعجب
لقد كان قبل ذلك لايلقى لها بالآ
بل كان يضحك إذا قالها له أحد
ليس كفرآ لاسمح الله
حاشا لله
ولكنه قلة إيمان
فقد كان صاحبنا هذا يتمتع بصوت جميل
ويحلم بأن يصبح مطربآ مشهورآ
تتحدث عنه كل الناس
وتشاهد صوره وأخباره فى الصحف والمجلات
كلما إنفرد بنفسه جلس يدندن بصوته بعض المقطوعات الغنائية الشهيرة لكبار المطربين السابقين
والتى كان يحفظها عن ظهر قلب
وكانت أسرته حين تسمع صوته يعلو بالغناء
تسرع للجلوس معه للإستماع والتصفيق والتشجيع
قائلين
الله الله
ما أجمل صوتك
إنك موهوب
تبارك الله الذى وهبك هذا الصوت الساحر
متى يظهر صوتك للناس ويملأ الأسماع؟
فيتنهد قائلآ
يدى على كتفكم
كم أتمنى تلك اللحظة
كم أشتاق للوقوف على مسرح كبير
وأبدأ بالغناء
أحلم بالشهرة والمجد والنقود
ويعود للإمساك بعوده الحبيب إلى قلبه ويبدأ فى العزف عليه
ويذوب فى عوده مع إنبعاث الموسيقى العذبة
حتى يخيل إليك أنه هو وعوده قطعة واحدة
وتعاود الأسرة التصفيق
وتعلو التعليقات المشجعة من جديد
وتمر الأيام عليه والحلم لايفارق خياله
حلم الشهرة والمجد
وبات يكتب ألحانآ لاترى النور
وإضطر لبيعها لبعض المسارح والكازينوهات بمبلغ زهيد لكى يسد حاجته من المال
فقد إشتد فقره
فهو مسئول عن أسرة بأكملها
زوجته وأولاده الأربعة
التى لاتنتهى مطالبهم
وباتت زوجته الطيبة تساعده فى المعيشة بحياكة الملابس
وزادت عليها الأعباء المنزلية
وكلما إكتشفت أنها حامل بكت وخشت من زوجها
فهو يرى من وجهة نظره أن يكتفى بطفلين حتى يستطيع الإنفاق عليهما
أما هى فترى أن الرزق بيد الله
وكل طفل يولد ومعه رزقه
وكم من مرة نشبت بينهما الخلافات بسبب ذلك
وكم من مرة أوشك على طلاقها
ولكنه تراجع لأنه يحبها حبآ شديدآ
ومما كان يؤرق حياته أيضآ
هو تدخل حماته فى شئون حياتهما
ومعايرته بفقره
وكان يهرب من مشاكله تلك بكتابة لحن يلو اللحن
وبيعها كما رأينا
وكانت دموعه تنساب على وجهه
كلما سمع ألحانه البديعة تنسب لشخص آخر
ويقول لنفسه
ليتنى أستطيع الوصول إلى فنان كبير يصعد بموهبتى فى التلحين والغناء
محاولاتى للوصول بمفردى باءت كلها بالفشل
ياليتنى سافرت إلى الإسكندرية
وياليتنى ماسافرت إلى رأس البر
وعادت به الذاكرة إلى الوراء خمس سنوات
فقد كان ذهب مع بعض أصدقائه لقضاء يومين فى رأس البر
فى عطلة صيفية حارة
على أن يسرع بالذهاب إلى الإسكندرية حيث كان إتفق مع أحد مديرى مسرح هناك لتقديمه كمطرب وملحن جديد
ولكن القدر شاء ألا يسافر إلى الإسكندرية
فقد كانت هناك فتاة لطيفة جاءت مع والدتها للإستجمام فى رأس البر
ورأته تلك الفتاة وأعجبت به
وحين سمعته يقول لأصحابه أنه مسافر بعد ساعة إلى الإسكندرية
تظاهرت بأنها سوف تغرق فى مياه البحر
فأسرع لنجدتها من الغرق وهو لايعرف العوم
وقامت هى بإنقاذه بالطبع
ومكث فى الفراش عدة أيام للعلاج
وفاتته الفرصة فى أن يصبح مشهورآ
وتزوج تلك الفتاة
وعاشا معآ فى القاهرة فى شقة صغيرة بسيطة
وإضطر مدير مسرح الإسكندرية أن يأتى بمطرب آخر ليعتلى عرش الغناء هناك
مما زاد من ضيقه وتزمره
وكلما مرت به ضائقة مالية
قال
ليتنى سافرت إلى الإسكندرية
حالو الكثير ممن حوله أن يجعلوه يفهم أن هذا قدر
ولعله يكون خيرآ له
(وعسى أن تكرهوا شيئآ وهو خير لكم)
كما تقول الآية الكريمة
دون فائدة فقد ظل يعتقد أن الحظ قد خانه
ولولا خدعة زوجته هذه لما كان حاله الآن هكذا
وحين جاءته فرصة جديدة لبيع لحن قد قام بكتابته منذ يومين
وقد عرض عليه أحدهم مبلغآ معقولآ من المال لشرائه
وأعطاه عربونآ لا بأس به
وقد صاح فى المسرح بأن كل الألحان السابقة هى من تأليفه وتنسب لأشخاص آخرون لاعلاقة لهم بالفن
طلب منه الرجل الذى يبغى شراء اللحن بالإسراع بإحضار اللحن
فشرع على الفور فى الذهاب إلى منزله
وظل يبحث عن نوتة اللحن هنا وهناك
وصاح بصوت عال فى زوجته
أين أوراقى؟
قالت له
لا أعرف
قال لها وأين الأولاد
قالت لهم إنهم يلعبون فى الحمام
وإذ به يدخل عليهم وللأسف
يجدهم يلعبون بأوراق لحنه الجديد وقد عملوه مركبآ ورقيآ
فلم يتمالك نفسه من الغضب
وترك المنزل على غير هدى
وسار فى طريقه لايدرى إلى أين يذهب
وإذا بسيارة تدركه وتصدمه ويقع على الأرض
ويرى فى غفوته هذه معجزة السماء
رأى مالم يكن يصدق أن يراه
لقد رأى عكس ماجرى له فى حياته
رأى كيف لو كان سافر إلى الإسكندرية
ورأى كيف إشتهر وأصبح غنيآ
ورأى كيف لم يلتق بزوجته الحالية التى يحبها
ورأى أنها خطبت لغيره
ورأى كيف حاول التقرب منها دون جدوى
لدرجة أنه قام بخنقها وإنهاء حياتها لأنها تحب خطيبها وتنوى الزواج منه ورفضت كل إغراءاته لها بالزواج منه
والتمتع معه بشهرته ومجده
رأى كل ذلك فى لحظات
ومر شريط الأحداث سريعآ
وأفاق من تلك الغفوة
حامدآ الله على نعمته
ومرددآ الآية الكريمة
(لو إطلعتم على الغيب لإخترتم الواقع)
وعرف وتأكد تمامآ من أن المولى عز وجل أراد به خيرآ
فما قيمة الشهرة والمجد والنقود بدون أن نحيا مع من نحبهم ويسعدون حياتنا
ملحوظة هامة
(هذه فكرة إقتبستها من فيلم عربى قديم شاهدته بالأمس إسمه معجزة السماء)
ويارب الفكرة تكون عجبتكم
وأشوفكم على خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة متصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق