المشاركات الشائعة

الجمعة، 22 يونيو 2012

وكان ماضى وإنتهى (قصة قصيرة واقعية ) بقلمى الإجتماعى



يابختك
ليتنى كنت مثلك
وماذا أخذت من الزواج سوى تعب القلب والحسرة والندم
خرجت من تجربتى المريرة هذه بتلك الطفلة البائسة المسكينة
تنازلت لزوجى السابق عن كل شىء فى سبيل حريتى
وخرجت أنا وإبنتى ندى حائرتين إلى دنيا جديدة لم نعمل لها أى حساب
والحمد لله أن أبى وأمى مازالا على قيد الحياة
ذهبت والخطوات تسبقنى إلى بيت أبى
ودموعى لاتريد أن تسكت عن الإنسكاب مطلقآ
رأيت نظرات المارة فى الشارع تحملق فى وتتساءل بحيرة عن مشكلتى
الكل كان يريد أن يعرف مايبكينى ولم أسرع الخطى هكذا
قرأت ذلك فى عيونهم جميعآ
وكم تمنيت فى تلك اللحظة الحرجة من حياتى أن أتلثم أو أن أرتدى طاقية الإخفاء حتى لا يرانى أحد منهم وها أنا قد إقتربت من منزل والدى
يادموعى بالله عليك كفى نحيبآ
إنتظرى حتى يضمنا سرير حجرتى المتواضعة التى طالما لجأت إليه فى أوقات تعبى لكى أستريح عليه من عناء يوم عمل شاق
ياالله
ولكن اليوم يبدو غريبآ علي
أنا اليوم آتية هاربة من أحزانى من مشاكلى من سنوات فاشلة مضت من عمرى
سنوات قليلة ولكنها مرت ثقيلة كثقل الجبال
ذقت فيها مرارة وعذاب لم أتوقعهما
واليوم إزدادت مرارتى وغربتى ووحشتى
ها أنذا عائدة إلى بيت أبى ومعى إبنتى ذات الستة أشهر
إنها لازالت تبكى بحرقة
أتراها جائعة أم تشعر بالغربة مثلى؟
نعم غربة
عودتى هكذا غربة
فكم تتمنى أى بنت أن تتزوج وتذهب إلى بيت زوجها لكى تنعم فيه بالراحة والطمأنينة والحنان
أليس هذا هو حلم كل فتاة؟
نعم
ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن كما يقولون
لقد كان نصيبى الهم والنكد
كم صبرت على حياتى معه وكم تحملت خشية أن يحدث لى ماحدث اليوم
كم تشاجرنا وكم تصالحنا ومرت بنا سفينة الحياة تمخر فى عباب الأيام
ولكن المرة الأخيرة كادت السفينة أن تتحطم لولا أن سارعت أنا بطلب الطلاق لكى أفر منها قبل تحطمها
ولملمت أشيائى البسيطة المتناثرة وكأنما ألملم شتات نفسى المبعثرة بداخلى
أنا أخشى تلك اللحظة
لحظة دخولى على والدية هكذا
ولهم كل الحق إذا لامونى وعتبوا علية
فأنا أخطأت خطئآ كبيرآ حينما ركبت رأسى وصممت على الزواج من هذا الرجل
لم أكن أعرف أن نهايتى ستكون هكذا
مطلقة
يالها من كلمة مزعجة كريهة
لا أحب أن أسمعها
ولكنها سوف تظل ملاصقة لى
ستكون لقبى فى الأيام المقبلة
لا لا لا لا لا
رفقآ بى أيها القدر
فقد خدعتنى رقته وإبتسامته
تظاهر أمامى بحسن الأخلاق والضمير الحى
شجعنى على الحجاب وهو الذى لم يتوارى خجلآ من سبى وضربى بشكل شبه يومى خلافآ على مصروف البيت
لقد كان يبتزنى ماليآ ومعنويآ
يادموعى
لاتسكتى إستمرى فى الإنحدار على وجنتى
معك حق
لقد تعذبت كثيرآ ولم أعد أتحمل
هاهو بيت والدى
إنه يقترب
يا إلهى
من هذا؟
آه
إنه جارنا الباشمهندس سامح
كيف أدارى وجهى عنه
لا أريده أن يلمح دموعى المنهمرة
لا أريده أن يشمت فى
لقد رفضته زوجآ لى قبل ذلك رغم ترحيب أبى وأمى وإخوتى
الكل كان يراه مثالآ للخلق الكريم
وكان يحبنى بشدة
لمحت ذلك مئات المرات وهو يحاول التقرب إلية بكل أدب وذوق
ولكننى كنت فى وادى آخر
بهرنى زوجى السابق بمظهره وسيارته الأنيقة
خدعتنى المظاهر الزائفة
وهاهو اليوم يأتى كما قالت لى أمى فى يوم من الأيام
قالت لى
سوف تندمين وسوف تعودين إلينا خائبة الرجا
إنهمرى يادموعى فلك كل الحق
لا ألوم اليوم سوى نفسى
نظر إلية سامح وحيانى وفى عينيه سؤال
تحاشيت النظر إليه ورديت له التحية على عجل وأسرعت الخطى حتى كنت أسقط على الأرض وأنا أصعد درجات السلم بسرعة شديدة
وبكت إبنتى التى كانت على وشك الوقوع من بين يدى لولا أنى ضممتها بقوة بين ذراعى
يالهو من موقف لا أحسد عليه
لقد تسمرت الآن أمام بابا شقة والدية
إرتبكت وإهتزت يداى وأنا أحاول أن أدق جرس الباب
وسولت لى نفسى بالرجوع مرة أخرى إلى الشارع
ولكن أين أذهب؟
لم يعد لى مكان الآن
شقتى وقد تنازلت عنها
تنازلت عن كل شىء
لم يبق لى سوى وظيفتى
والحمد لله أنها باقية
تشجعت هذه المرة وضغطت الجرس
وبعد لحظات
فتحت والدتى الباب
وما إن رأيتها حتى إرتميت فى حضنها وأجهشت بالبكاء
كانت الدهشة ترتسم على وجه أمى
ولكن بكائى وعودتى فى الليل ومعى حقيبتى الكبيرة وإبنتى
ليس له تفسير سوى
طلاقى
أرجوكم
لا أحب سماع تلك الكلمة البغيضة إلى نفسى وأذنى
مطلقة
مطلقة
مطلقة
أسمع صدى صوت ينادينى بها
رحماك يا إلهى
لقد إشتريت حريتى وحياتى وكيانى
أليس هذا أفضل من العيش مع إنسان ينكر وجودى
يعاملنى بغلظة ويبخل علية بما أنعم الله عليه من خير
هذا أفضل بكثير
وليكن مايكون
وليعيننى الله على تربية إبنتى الوحيدة
لن أجعلها تحتاج إلى شىء
سوف أعيش لها
ولتركنى الناس فى حالى ولا يسمعونى تلك الكلمة الحمقاء مطلقة
مطلقة
مطلقة
 

هناك تعليق واحد: