المشاركات الشائعة

الأربعاء، 13 يونيو 2012

الشيخ الكبير والشاب الصغير (قصة قصيرة بقلمى الخيالى البسيط)


وصف الموضوع: قصة قصيرة جدآ 
دائمآ مانراهم سويآ
لا يفترقان أبدآ
يالها من مفارقة عجيبة
كيف ذلك؟
ويستمر الحديث والجدال فى ذلك الموضوع بين الناس فى قريتنا الجميلة المترامية الأطراف والتى تحفها الأشجار والزراعات من كل جانب وكأنها طفل صغير بين أحضان أمه الحنون الودود
ويدخل عامر بطل قصتنا إلى بيته
ويلقى التحية والسلام على من بالدار
السلام عليكم يا أهل البيت
ويأتيه الرد من الداخل من حجرة الجلوس
وعليكم السلام يا أبى
عودآ محمودآ يا أبتاه
وحين يصل عامر إلى الحجرة يجد إبنته مروة ممسكة بكتاب الله
القرآن الكريم وقد إنتهت لتوها من تلاوة سورة الكهف
نعم
إنه يوم الجمعة
وقد تعودت على قراءتها كل يوم جمعة
ولقد عاد أبوها الشيخ عامرمن صلاة الجمعة
تاركآ صديقه الشاب الصغير محمد
الذى كان مثارآ للجدل بين الناس بعد إنتهائهم من أداء الصلاة فى مسجد القرية 
إذ كيف للشيخ عامر ذو الستين عامآ من صحبة شاب صغير لا يتعدى عمره العشرين؟
وقامت مروة على الفور بوضع كتاب الله فى رف المكتبة المخصصة للكتب 
وأسرعت إلى أبيها تصافحه وتحمل عنه كيس الفاكهة الذى إشتراه وهو عائد من صلاته
وسألته فى حب 
ماذا إشتريت لنا يا أبى؟
ربت الشيخ عامر على كتفيها وعلى وجهه إبتسامة مشرقة
إشتريت لك فاكهة تحبينها جدآ
ردت مروة فى الحال
نعم 
لقد عرفتها
إنها المانجو
شكرآ جزيلآ يا أبى الحبيب
وسألها والدها عن والدتها
فأجابت 
إنها تقوم بإعداد طعام الغذاء
ودخل الشيخ عامر حجرته لخلع ملابسه وإرتداء قفطانآ مريحآ 
وحين إنتهت زوجته من إعداد الطعام جاءت إليه تحادثه قليلآ
وقامت مروة بتجهيز المكان لتناول الطعام
حيث أتت بالطبلية ووضعت الأطباق بعد أن ملأتها بالطعام الشهى الذى أعددته أمها منذ قليل
وأحضرت خبزآ طازجآ كانت قد خبزته مع أمها فى صباح ذلك اليوم
وجلس الثلاثة يتناولون الطعام
بسم الله الرحمن الرحيم
وأخذ الشيخ عامر يقص على أهل بيته الجدال الذى يحدث كل يوم بين النس عن علاقته بالشاب الصغير محمد
قائلآ
إنهم مندهشون أشد الدهشة من مصاحبتى إياه
وقد سألنى أحدهم فى أحد الأيام سؤالآ غريبآ
قائلآ
هل تزوجه إبنتك ياشيخ عامر؟
ضحكت زوجته قائلة
صحيح ياعامر
ولم لا
إنه شاب تقى مهذب صالح
نظر لها الشيخ عامر متفحصآ 
ورد فى الحال
نعم أعرف ذلك
ولكنه لم يطلب منى شيئآ كهذا
إننى أحبه لأخلاقه الحميدة
وأرى فيه شبابى 
وأستفيد من صحبتى له
أعرف منه كل جديد فى الحياة
وهو أيضآ يستفيد من خبرتى
لقد إنتهى من دراسة الشريعة والقانون هذا العام
وقريبآ سوف يستعد للوظيفة
وظيفة محترمة ومرموقة
إننى أتمناه لإبنتى
ولكن يجب أن يطلبها هو 
إننى شيخ المسجد أى نعم
ولكن ليس لى سلطة عليه
أزوجه كيف ومن أشاء
وإنتهى الحديث عند ذلك
وكان قلب مروة شغوفآ بهذا الحديث
إنها قد إنتهت من دراستها المتوسطة بالمعهد الأزهرى فى المدينة
وتعلمت فنون الطبخ وإدارة أمور المنزل من والدتها
وتتمتع بحسن ومكارم الأخلاق
وهى رقيقة لطيفة 
وحيدة والديها
ولم يعد ينقصها سوى
الزواج
وترفع مروة كفيها إلى السماء
راجية الخير من الله
يارب
أرزقنى بالزوج الصالح
الذى فيه الخير والصلاح
لا أريد محمدآ بالذات
أريد الخير ياإلهى فيما تراه
أنت الذى تعلم الغيب
اللهم آمين
وبعد أسبوع من تلك الحادثة
يرى الشيخ عامر حامد والد محمد الشاب الصغير صديقه 
ويسلم عليه ويدعوه الشيخ عامر لتناول كوبآ من الشاى عنده بالمنزل
ولكن حامد يعتذر له
ويقول 
سوف آتى لتناول الشاى ولكن فى يوم آخر
إننى مشغول هذه الأيام فى رى الأرض
وسوف أتفق معك على موعد للزيارة
سلام ياشيخ عامر
وينصرف الإثنان كل إلى وجهته
وبعد مرور حوالى أسبوعين
يراه مرة أخرى
ويطلب زيارته
ويرحب به الشيخ عامر ترحيبآ شديدآ
ولم لا
إنه والد محمد صديقه
وعشرة عمره ورفيقه 
ويأتى حامد لزيارة الشيخ عامر
وبعد تناولهم للشاى
وجذب أطراف الحديث فى مواضيع شتى
يفاجئه حامد بطلب عزيز
يطلب يد إبنته مروة لإبنه محمد
ويقول له
لقد من الله على إبنى محمد بوظيفة ولله الحمد
وأصبح مستعدآ للزواج الآن
فكيف ترى طلبى ياشيخ عامر؟
يشرفنا طلب يد إبنتك المصونة مروة
وينشرح صدر الشيخ عامر لهذا الطلب الغالى
وكم تمنى ذلك من قبل
ويرد قائلآ
بل الشرف لى ياحامد
يارفيق العمر والكفاح
أنا مازلت أذكر طفولتنا سويآ
وشبابنا وجهودنا المبذولة للنهوض بقريتنا
هيا بنا نقرأ الفاتحة معآ
أنا وزوجتى وإبنتى لن نجد خيرآ منك ومن مصاهرتك
ضحك حامد
وقال له
ألا تستشير العروس وأمها فى الأمر أولآ ؟
ويرد الشيخ عامر
قلت لك
لن نجد خيرآ من محمد زوجآ لإبنتنا
هيا بنا نقرأ الفاتحة ياحامد
ولا الضالييييييييييييييييييين
آمييييييييييييييييييييين
وقد كان 
والله يفعل مايريد
الطيبون للطيبات
والطيبات للطيبون
تمت القصة
وعقبال عندكم جميعآ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق