ما أجمل نهر النيل
عتيق منذ فجر التاريخ
ساحر بديع
كم تمتعت بالتنزه عبر شاطئه الجميل
وكم رأيت المراكب تطفو فوق سطحه فى ضوء الشمس الساطع
وكنت أقارن بينه وبين البحر
النيل هادىء يضم شاطئيه مثل حضن الأم
أما البحر فهو واسع كبير ليس له أول من آخر
وكلاهما ممتع ورائع فى منظره
أيام لاتنسى
كم غنى له الشعراء
وكم قامت على ضفتيه حضارات
نيلنا الحبيب هو جزء من قصتى فى بيت جدى
فهناك عند بيت جدى تقع ترعة كبيرة طويلة ممتدة
أراها كل صباح
وتملأنى الرهبة من منظرها حين أتخيل عمقها السحيق
وكم من مرة رأيت صبية صغار يسبحون فى مياهها
وكم من مرة سمعت صيحات صراخ على صبى أو شاب قد غرق وجرفته المياه إلى حيث لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى
إبنة خالى قد غرقت فى مياهها فى يوم من الأيام
ونجت من الموت بقدرة الله عز وجل
وظلت فترة كبيرة من الوقت تخشى ركوب الميكروباصات والتى تسير على طريق ترعتنا الكبيرة
وكانت تستقل القطار فى ذهابها وإيابها
ولكنها عادت الآن إلى طبيعتها
ونسيت ماحدث
وسارت تركب الميكروباصات مرة أخرى
كانت تدرس فى الجامعة حين وقع لها هذا الحادث
وهى الآن قد تخرجت وتزوجت وأنجبت وإنتقلت إلى محافظة ساحلية وتعيش حياة جديدة مستقلة بذاتها
ومن آن إلى آخر تسافر لزيارة أهلها فى القرية
وهم بدورهم يزورونها فى مقر بيتها الجديد
وهكذا الحياة
ومايضايقنى فى حياة الريف
تدخل الناس فيما لايعنيهم
ومعرفتهم بكل صغيرة وكبيرة فى حياة غيرهم
وقد عانيت كثيرآ بسبب ذلك الأمر
ولم أشأ أن أستمر فى المعيشة هناك
رغم طلبات الزواج التى إنهالت علية
وأخيرآ تحققت أمنيتى
وجاءنى أمر النقل
ورغم سعادتى بالنقل فقد إنسابت دموعى
لفراقهم
لقد كانت عشرة
ولكنها أمنيتى التى إنتظرتها بفارغ الصبر
وأنهيت أوراقى المطلوبة
وإستقليت القطار
فى رحلة العودة
إلى مدينتى الساحلية
وللحديث بقية
وأشوفكم على خير