المشاركات الشائعة

الأحد، 10 يونيو 2012

عطر الربيع: قطة تعبر الطريق إسترها معاها ومعانا يااااااااااااا...


سارة ويارا 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سارة فتاة فى مفتبل العمر حاصلة على شهادة تعليم فوق المتوسط قمحية اللون رقيقة الملامح وذات خفة دم متناهية طيبة القلب إجتماعية لأقصى درجة تحب الناس ويحبونها كثيرآ لطيبتها ورقتها ومعاونتها إياهم فى كل شىء ظلت بعد تخرجها تبحث عن عمل مناسب ولكن سوق العمل هذه الأيام أصبح نادرآ وبعد مرور وقت ليس بطويل وجدت عمل فى أحد المحال التجارية وشجعها على قبول تلك الوظيفة قرب المحل من منزلها وفترة العمل الصباحية وذلك لأن والدها شديد جدآ ولن يقبل أن تعمل إبنته وتعود ليلآ إلى المنزل وبدأت سارة العمل فى هذا المحل وسعدت به كثيرآ فهو سوف يشغل وقتها ويدر عليها مرتبآ محترمآ تساعد به نفسها وتشترى مطالبها وتخفف به عن والدها عبء مصاريفها بعض الشىء
فمازال حمل والدها ثقيلآ حيث أن هناك أخوها طار قالذى لا يزال يدرس فى المرحلة الثانوية وما أدراكم ما الثانوية العامة كتب ودروس ومناهج متعددة والله يكون فى عون أولياء الأمور
ومر وقت قصير وشعرت سارة بالراحة فى مجال عملها الجديد وكانت صاحبة المحل التجارى سيدة محترمة وجادة أحبت سارة ودخلت قلبها من أول يوم لها فى العمل وزاد من حبها لسارة جديتها وحماسها للعمل وأمانتها الشديدة التى ظهرت منذ أول لحظة ومن موقف معين إبتدعته صاحبة المحل لإختبار أمانتها
ونجحت سارة فى الإختبار
ويالسعادتها حين أمسكت بأول مرتب لها
وأسرعت على الفور لشراء هدايا لكل أفراد أسرتها تعبيرآ منها عن حبها لهم جميعآ
وتأكيدآ منها على أنها أصبحت فتاة عاملة لها مرتب
ومرت الأيام
وكان وجه سارة على صاحبة المحل وجه خير وسار كإسمها الجميل
وإتسعت تجارتها وزادت مكاسبها
وتطلب ذلك موظفين جدد للمعاونة وسد حجة العمل الكثيف الجديد
ولذا طلبت صاحبة المحل موظفة جديدة تعاون سارة فى عملها
وتقدمت للوظيفة عدة فتيات وتم إختيار إحداهن
وكانت تلك هى البداية
وجاءت يارا الموظفة الجديدة وتسلمت عملها الجديد جنبآ إلى جنب مع سارة
وكانت يارا فتاة حسنة المنظهر والمنظر سمراء اللون تعليمها عالى
هادئة رقيقة كالنسيم العليل
ولكن مشكلتها أنها شديدة الغيرة حتى من خيالها
ومن هنا بدأت تمارس غيرتها من سارة
ويوم وراء يوم زادت المشاكل بينهما
ولم يعجب ذلك الوضع صاحبة المحل التجارى
وأنذرت يارا بالفصل من العمل إذا إستمرت فى تلك المهاترات
وهل إستجابت يارا لذلك الأمر والإنذار؟
هذا ماسوف نتابعه فيما بعد
وتصبحوا على خير
وإنتظروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووونى

...............................................................
إندهشت صاحبة المحل التجارى من سر الغيرة الشديدة المسيطرة على شخصية يارا
وقالت فى نفسها
لم تغير يارا كل هذه الغيرة من سارة؟
مالذى ينقصها؟
إنها جميلة ورقيقة وشيك فى ملبسها ومن أسرة ميسورة الحال وتعليمها عالى
فلم كل هذه الغيرة الحمقاء؟؟؟؟؟؟
وكان إنذار صاحبة المحل يرن فى أذن يارا فى كل لحظة ويهدد إستقرارها فى العمل لديها
وحاولت أن تخفى غيرتها من سارة بعض الشىء
وفى نفس الوقت باتت تقلد سارة فى أشياء كثيرة
حاولت الإندماج فى مجتمع المنطقة المحيطة بها فى مجال العمل وأحسنت معاملتها مع زملائها ومع صاحبة المحل بالذات فهى التى تعطيها راتبها كل شهر وبكلمة واحدة منها يمكنها الإرتفاع بها فى السماء أو النزول بها إلى أقصى مكان على وجه الأرض
وظلت على تلك الحال أيامآ وشهورآ
وجاء يوم من الأيام سبقت يارا فيه زميلتها سارة إلى المحل وبدأت تتعامل مع الزبائن المترددين إليه
ومرت ساعة ولم تحضر سارة
وتساءلت يارا عن سر تأخرها
فأجابتها صاحبة المحل بأن سارة لديها ظروف معينة تسببت فى غيابها اليوم عن العمل
فطلبت يارا رقم موبايلها بحجة السؤال عليها والإطمئنان على أحوالها
ولكن صاحبة المحل رفضت إعطائها الرقم
وقالت لها فى غضب بالغ
ليس من حقى إعطائك رقم تليفون بدون أخذ رأى صاحبته
وإنتهى الموقف على ذلك
وظلت يارا تغلى من داخلها
وظلت تفكر فى الأمر
وقالت آه لو كنت أعرف عنوانها لكنت قمت بزيارتها الآن وعرفت ماالأمر
ومر اليوم على يارا طويلآ جدآ وتمنت لو طلع الصباح عليها فى غمضة عين
وجاء اليوم التالى
وتحفذت يارا للقاء سارة
وإستقبلتها بحفاوة بالغة حين رأتها على باب المحل
أهلآ سارة حبيبتى وحشتينى
لقد قلقت عليك بالأمس
ماذا جرى ؟
طمنينى عليكى
إبتسمت سارة إبتسامة خفيفة
وردت قائلة
حمدآ لله يايارا
لقد تمت خطبتى بالأمس
ألا ترين خاتم الخطبة يزين إصبعى
ونزل الخبر على يارا كالصاعقة
خطوبة؟
يالها من مفاجأة
تمت خطبتك ياسارة؟
ألف مبروك
ولكنها كانت تهنئة ليست من القلب
تهنئة خارجية هامشية وقبلتها فى خديها والغيرة تعصر قلبها الحقود الشرير
لم كل هذا الحقد والكراهية؟
سبحان الله
وجلست تشاهد صور سارة وهى شديدة الغيرة
وسألت سارة
ولم لم تدعينى لحضور خطبتك؟
هذا شىء يحزننى ياسارة
ردت سارة
لقد جاء الموضوع بسرعة خاطفة
وخطيبى سوف يسافر بعد يومين
لذلك تعجلنا الخطبة
ولم أدع أناس كثيرين
لقد كانت عائلية
إبتسمت يارا إبتسامة ماكرة
وفى قرارة نفسها تنوى عدم نسيان هذا الأمر
ولنا لقاء قريب إن شاء الله
وتصبحوا على خير
.......................................................

مالك يايارا؟
هكذا سألتها والدتها حين رأتها سارحة ولا ترد عليها
أفاقت يارا من سرحانها ونظرت إلى أمها قائلة وهى تتنهد
لاشىء يا أماه
إننى متعبة بعض الشىء ليس أكثر
حركت الأم رأسها يمنة ويسرة تعبيرآ عن عدم قبولها وإقتناعها بتلك الإجابة المصطنعة
فهى تعرف إبنتها جيدآ وتفهمها من مجرد النظر إلى عينيها
وقالت يارة لأمها متسائلة
أمى لم أنا لست محبوبة من كل الناس؟
وأغير غيرة شديدة من غيرى
هل ينقصنى شىء؟
تنهدت الأم وقالت لها
نعم يا إبنتى
ينقصك الثقة بالنفس
فأنت لطيفة ومهذبة ولكنك غير واثقة من نفسك وقدراتك
خجولة ولست إجتماعية
والسبب فى ذلك يعود إلى إنطوائك منذ طفولتك
ووجودك وحيدة لدينا دون أخ أو أخت
وقد حاولت مرارآ معك دون جدوى
دائمآ ماكنت أذهب بك إلى النادى وأحاول أن أجعلك تختلطين بالناس
ولكنك كنتى تفضلين العزلة والإنطواء والجلوس فى البيت واللعب بمفردك فى حجرتك
كنتى تلعبين وتتحدثين إلى عرائسك العديدة المتناثرة والتى تمتلىء بها حجرتك
كنتى تتحدثين إليهن وكأنهن أشخاص حقيقيين من دم ولحم مثلنا
وكثيرآ ماكنت أفاجئك بالدخول عليك فأجدك تبكين وتشكين إليهن حالك
وترفضين عزلتك عن المجتمع من داخلك
وكنت أرى دموعك تنهمر
وكان قلبى ينفطر عليك من الحزن والأسى
فأنتى إبنتى الوحيدة فى هذه الدنيا
وسألت يومآ أحد الأطباء النفسيين عن حالتك هذه
فطمأننى بأنها حالة مؤقتة وسوف تزول بإذن الله بعد ذلك حين تذهبين إلى المدرسة وتخالطى الأطفال فى مثل سنك
وتتغلبين على إنطوائيتك
وأعتقد أنك قد تغلبتى عليها بعض الشىء
ولكن لاتزالين شديدة الغيرة من أناس كثيرين غيرك
يا إبنتى
إن الغيرة والحسد من أكثر الأشياء المكروهة عند الناس
ولو تخلصتى منهم سوف تنالين حب ورضا الله أولآ ثم حب الناس ثانيآ
فكرى فى كلامى هذا وضعيه نصب أعينك
وإستعيذى بالله من الشيطان الرجيم
هو الذى يوسوس لك بكل هذا
وتقربى إلى المولى عز وجل بكثرة الدعاء وقراءة القرآن الكريم
ولا تخسرين آخرتك فهى الباقية وهى الخالدة لاشىء آخر يبقى
والآن قولى لى ماذا يشغل تفكيرك؟
وجلست يارة تقص على أمها حكايتها مع سارة
وطال الحديث بينهما حتى آذان العشاء
وهنا قامتا للصلاة
وللحديث بقية
بإذن الله تعالى
وتصبحوا على خير
   ..................................................
مشكورين جدآ جدآ جدآ
أسعدتنى ردودكم 
وهيا بنا الآن نستكمل أحداث قصتنا 
بعد الإنتهاء من أداء صلاة العشاء جلست يارا تدعو الله وتطلب منه أن يبعد عنها شر الغيرة والحسد ونزلت دموعها بغزارة حتى كادت أن تبل السجادة تحت قدميها وعلا نحيبها وأجهشت بالبكاء مما جعل والدتها تسرع إليها لترى ماالخبر
وركعت بجانبها وضمتها بين ذراعيها وربتت على كتفيها بحنان وهدأت من روعها 
ومرت الليلة بسلام ونامت يارا هادئة مطمئنة بعد قراءتها لجزء من كتاب الله العزيز 
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
وجاء صباح اليوم التالى وذهبت يارا إلى المحل وفى قلبها نور جديد وفى نيتها أن تفتح صفحة جديدة مع نفسها ومع الآخرين من حولها لإكتساب رضا الله ثم حب الناس وقربهم منها 
وأحست أن هذا أجمل شىء فى الدنيا
حب الناس سوف يجعلها نقية وصافية ولن يدع للحقد والحسد مكانآ فى قلبها الصغير 
والبرهان على ذلك تراه أمام عينيها
ألا يحب الناس سارة لطيبة قلبها ونقاء سريرتها؟
فلم لاتكون يارا هى الأخرى محبوبة لنفس الصفات
هناك صفات يمكن أن تتغير فى الإنسان وهناك عيوب يحتمل تغييرها مع الأيام للأفضل
وعلى مر الأيام أحس الجميع بالتغيير فى صفات يارا
أحسوا بمحاولتها الجديدة للتغيير 
وساعدوها بمحبتهم وقربهم منها
وماالحياة إلا مجتمع من الناس يألفون بعضهم بعضآ يتنافرون أحيانآ ويتجاذبون أحيانآ
ويبقى الحب بين الناس هو أجمل إحساس
وكانت المفاجأة الأجمل والأكبر
جاء فى أحد الأيام شاب حسن الخلقة يبتاع شيئآ من المحل
وكان هذا اليوم أجازة سارة الأسبوعية
وإستقبلته يارا بوجه باسم مشرق وساعدته فى إختيار مايطلبه
وخرج الشاب سعيدآ راضيآ 
ولم تلق يارا بالآ لهذا الأمر مطلقآ فهو فى رأيها مجرد زبون عادى مثل أى زبون
لم تعرف أن هذا الشخص سوف يكون لها معه حياة جديدة مستقبلية
وفى اليوم التالى 
جاءت سارة وألقت التحية على كل الموجودين
وبعد برهة من الوقت طلبت من يارا أن تتحدث معها على إنفراد فى أمر هام
وكانت تلك هى المفاجأة السعيدة
إن هذا الشخص الذى حضر إلى المحل بالأمس ماهو إلا خال سارة وكان يبحث عن عروس مناسبة له
وهو يعمل خارج البلاد وأتى فى أجازة قصيرة لزيارة أهله وألح عليه الأهل بأن يبحث عن فتاة للزواج 
ووافق وبدأت رحلة البحث ورأى مارأى من الفتيات 
ولم تعجبه أى واحدة منهن 
وتحدثت معه سارة فى أمر يارا وطلبت منه أن يذهب إلى المحل لكى يراها ويبدى رأيه فيها 
ولعلها تكون هى فتاة أحلامه
فقد تغيرت يارا كثيرآ وأصبحت من أكثر المقربين إلى قلب سارة
وسارة تحب خالها هذا جدآ
وبقدر غلاوته عندها بقدر ماتمنت من الله أن تكون يارا من نصيبه
وفاجأتها سارة بأن خالها يطلب يدها 
إحمر وجه يارا خجلآ وسعادة بالخبر 
وإحتضنت سارة بشدة
يالها من مفاجأة سارة ياسارة
هههههههههههههههههههههههه
لم أتخيل أن تكون سعادتى بين يدى هكذا
أشكرك لأنك فكرت في وفى أمر زواجى
سوف أخبر والدي و والدتى بالموضوع 
وسوف أخبرك بالموعد المحدد لزيارتنا بإذن الله
وهل يرفض أهلها عريسآ مثله؟
كلا بالطبع
فهو شاب حسن الخلق والخلق ناجح فى عمله مثقف 
فهنيئآ لك يايارا بها العريس الرائع
والعاقبة عندكم فى المسرات
وهنا إكتملت حكايتنا 
ونلقاكم على خير بإذن الله تعالى
وتصبحوا على خير دائمآ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق